تعد الإبل جزءا أساسيا من حياة بعض المجتمعات والتي تعتمد على إنتاج الإبل من اللحوم والحليب بشكل رئيسي مما يجعل الحفاظ على صحتها ضرورة اقتصادية.
كما يشهد مجال تربية الإبل إقبالا متزايدا، في المناطق الجافة التي تعتمد بشكل أساسي على تربية الإبل ومع ذلك لا يخلو هذا المجال من التحديات التي تواجه الأطباء البيطريين والتي تتطلب خبرة واسعة لضمان دعم صحة وانتاجية الحيوان.
سنناقش في هذا المقال التحديات التي تواجه الطبيب البيطري في رعاية الإبل وكذلك أهم الأمراض المعدية التي تهدد قطيع الإبل وكيفية التعامل معها والحد من انتشار الأمراض.
كغيرها من الحيوانات تتعرض الإبل الإصابات الطفيلية والبكتيرية والفيروسية وبعض التحديات التي ترتبط بالبيئة المحيطة وطبيعة الجمال الفسيولوجية.
الإصابات الطفيلية
من أهم الأسباب البيئة الرطبة والمراعي المشتركة تعد أماكن ملائمة لنمو وانتشار الطفيليات وكذلك الحيوانات التي تعاني من نقص المناعة أو سوء التغذية تكون أكثر عرضة للإصابة بالطفيليات.
1– الطفيليات الداخلية
مثل الديدان الخيطية المعوية هي الأكثر شيوعا في الجمال. وتعد العامل المسبب الرئيسي لاضطرابات الجهاز الهضمي الطفيلية.ومن بين الديدان الخيطية المعوية، تظهر Nematodirella أعلى معدل انتشار طوال العام في المزارع المنظمة، بينما في الحقل تظهر Haemonchus spp.
يلاحظ أعلى معدلات انتشار وكثافة لهذه العدوى تكون في موسم الأمطار وأقلها في موسم الصيف، كما يلعب عمر الحيوان دورًا مهمًا في الإصابة بهذه العدوى.
الأعراض:
2- الطفيليات الخارجية
مثل sarcoptic mange وتظهر الآفات على الوجه والفخذ وحول الذيل وتشمل الأعراض القشور وتساقط الشعر في المنطقة المصابة و التقرن (keratinization ) وتجعد الجلد ويعاني الحيوان من الشعور بالحكة الشديدة.
وينتقل المرض عن طريق الاتصال المباشر أو عن طريق الأدوات، مثل البطانيات والأمتعة. وبسبب الحكة الشديدة تحتك الإبل المصابة بصغارها أو بالأشجار مما يجعل البيئة المحيطة سببا في انتشار المرض.وبسبب الحكة الشديدة تضطرب الإبل وتعض وتخدش وتفرك المناطق المصابة مما يؤدي إلى تكوين جروح كبيرة مع الإصابة باليرقات وبالتالي الاصابة بالعدوى البكتيرية الثانوية.
وفي الامهات المرضعات تؤدي العدوى الشديدة إلى انخفاض إنتاج الحليب وانخفاض معدل النمو في الحيوانات الصغيرة.
التشخيص:
من خلال الأعراض الاكلينيكية وخاصة الحكة الشديدة ولتأكيد التشخيص يتم اخد كشطات من الجلد المصاب وفحصها تحت المجهر لتظهر اليرقات والبيض.
العلاج:
يلاحظ أن الديازينون، الأميتراز، الدلتامثرين والفين فاليرات فعالة بنسبة 100٪ بعد التكرار ثلاث مرات.أما مادة الايفرمكتين تظهر نتائج ممتازة ولكنها مكلفة بعض الشيء.
3- الطفيليات الأولية
يعد هذا النوع شائع في الإبل ومن بين هذه الطفيليات، تعد Trypanosoma evansi ذات أهمية كبيرة ولها تأثير عميق على صحة الإبل وتسبب خسائر فادحة لأصحاب الإبل.
وتنتقل هذه الطفيليات ميكانيكيا من خلال الذباب الماص للدم.
تتأثر جميع الفئات العمرية ولكن نسبة الإصابة أعلى في الإبل الصغيرة أي بعد فترة وجيزة من الفطام.
الأعراض:
يُظهر الجمل المصاب بالتريبانوسوما أعراضًا مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم وفقدان الشهية والنفوق في الحالات الحادة، بينما في الحالات المزمنة يظهر الحيوان المصاب فقر الدم والضعف والهزال وارتفاع درجة حرارة الجسم بصورة متقطعة وكذلك تساقط الشعر والوذمة والإجهاض.
يستمر هذا المرض عمومًا لمدة ثلاث سنوات أو أكثر، لذلك يُطلق عليه أيضًا اسم “تيبيرسا”.
التشخيص:
من خلال تحليل البراز والبول حيث تظهر البيض واليرقات والطفيليات.وبشكل عام توجد الطفيليات الأولية في الدم فيعد تحليل الدم أمر هام للتشخيص.
– يُنصح باستخدام برنامج دوري للتخلص من الديدان، باستخدام أدوية فعالة ومنوّعة لتجنب تطور مقاومة الطفيليات، وإجراء فحص منتظم لبيض الديدان في البراز يساعد على متابعة فعالية برنامج التخلص من الديدان ورصد أي مقاومة للأدوية، مما يسمح بالتدخل المبكر في حال وجود مقاومة.
الأمراض التنفسية في الأبل
الأمراض التنفسية مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية من المشاكل الشائعة في الإبل، وتسبب انخفاضاً كبيراً في الإنتاجية، وارتفاعاً في معدل الوفيات في القطيع.
وفيما يلي ملخص دراسة نشرت في National library of medicine في نوفمبر 2022 حول (سلوكيات و ممارسات مربي الإبل في كينيا وتأثيرها على الوقاية من أمراض الإبل):
الموقع وعدد المشاركين:
أجريت الدراسة في مقاطعتي غاريسا وإيسيولو بكينيا، وشارك بها 85 فردًا من أصحاب الإبل والرعاة.
النتائج الرئيسية:
1.كان معظم أصحاب الإبل والرعاة بنسبة 85.5% غير متعلمين بشكل رسمي.
2.يرتبط نقص التعليم لأصحاب الإبل وكبر حجم القطيع (>30 جمل) بزيادة حالات الأمراض التنفسية.
3.الأعراض الرئيسية لأمراض الجهاز التنفسي تشمل السعال بنسبة (85.7%)، والإفرازات الأنفية بنسبة (59.7%)، والحمى بنسبة (23.4%).
4.يُستخدم الدواء بشكل غير منظم، مما يساهم في زيادة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية.
التوصيات:
1.ضرورة دعم الحكومة والمختصين البيطريين لتقديم خدمات صحية بيطرية أفضل.
3.هناك حاجة ملحة لمزيد من الدراسات حول بكتيريا الجهاز التنفسي للإبل للحد من مخاطر العدوى المشتركة بين الإنسان والحيوان.
4.ضرورة توجيه الأطباء البيطريين رسائل توعوية لأصحاب الإبل لتحسين سلوكيات الرعاية وتقليل المخاطر الصحية.
ما هي الامراض التنفسية الاكثر شيوعا في الإبل؟
تعد الأمراض التنفسية مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية من أكثر الأمراض شيوعا في الإبل، العدوى التنفسية التي تحدث عادة في الإبل تنتج عن الإجهاد البدني والفسيولوجي الضار جنبًا إلى جنب مع الفيروسات أو البكتيريا.
مثل : بكتيريا الباستريلا Pasteurellosis
تنتشر بشكل كبير في دول جنوب غرب آسيا وشرق إفريقيا بين الأبقار والجاموس والإبل.
على الرغم من أن معدل الإصابة بالمرض منخفض ولكن معدل النفوق يمكن أن يصل إلى 50-80% بين الحيوانات المصابة.
الأعراض:
ارتفاع درجة الحرارة والتورم الوذمي في منطقة الحلق والرقبة وضيق التنفس ،والنفوق في غضون 72 ساعة بعد ظهور العلامات.
أهم الأمراض الفيروسية التي تصيب الابل
جدري الإبل هو مرض جلدي معدٍ ويجب الإبلاغ عنه ،يصيب الإبل وله أهمية اجتماعية واقتصادية لأنه يتسبب في خسائر كبيرة من حيث الإصابة والنفوق وفقدان الوزن وانخفاض إنتاج الحليب ويقتصر وجوده على البلدان التي تنتشر فيها تربية الإبل.
العامل المسبب، فيروس جدري الإبل (CMLV) وينتمي إلى فصيلة فيروس Orthopoxvirus من عائلة Poxviridae
وينتقل المرض عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر بين الحيوانات المصابة والسليمة إما عن طريق الاستنشاق أو عن طريق الجلد.
تتراوح فترة الحضانة عادة من 9 إلى 13 يومًا (تتراوح بين 3 إلى 15 يومًا).تظهر الآفات الجلدية
بعد 1 إلى 3 أيام من ظهور الحمى، وتبدأ على شكل بقع حمراء، ثم تتطور إلى حويصلات،
ثم تتحول إلى بثور.
الأعراض:
يتسم المرض بالحمى، وظهور آفات الجدري على الجلد والأغشية المخاطية للفم والجهاز التنفسي.
يحدث بشكل متكرر وشديد في الحيوانات الصغيرة والإناث الحوامل.
التحكم في المرض:
عن طريق التحصين وللقضاء على جدري الإبل، يمكن استخدام استراتيجية “التطعيم الحلقي”، والتي تتضمن مراقبة مكثفة للكشف عن حالات المرض، تليها تطعيم جميع الحيوانات المحيطة والمراقبة المستمرة لضمان عدم حدوث المزيد من الحالات.
يعتمد التشخيص على العلامات الاكلينيكية ويتشابه الجدري مع (contagious ecthyma (orf
والطريقة المفضلة لتأكيد الإصابة بجدري الإبل في المختبر هي استخدام طرق تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR).
ينصح بإعطاء 10 مجم / كجم أوكسي تتراسيكلين و 0.2 مجم / كجم ميلوكسيكام لمدة 5 أيام لعلاج الحيوانات المصابة مع استخدام بعض الزيوت والبخاخات لعلاج الآفات موضعيا.
الأكزيما المعدية contagious ecthyma
يعرف ايضا ب orf وهو مرض فيروسي شديد العدوى مع معدل نفوق يبلغ 38% ويصيب في الغالب الإبل الصغيرة، مما يسبب ضعف العجول.
وهو من جنس Parapoxvirus، وعائلة Poxviridae، ويتميز بظهور بثور حول الفم والشفتين وتجويف الخدين وتورم الرأس.
العلاج:
استخدام المضادات الحيوية واسعة المجال لمدة 3-5 أيام لمنع حدوث العدوى البكتيرية الثانوية.
واستخدام خافض الحرارة ومضادات الهيستامين والفيتامينات المتعددة لدعم صحة الحيوان وتقليل مضاعفات العدوى.ويوصى بإعطاء (فلونيكسين) المضاد للالتهابات غير الستيرويدية (1 مجم/كجم) عن طريق العضل مرة واحدة يوميًا.
أهم الأمراض الناتجة عن نقص العناصر الغذائية
1- مرض نقص فيتامين ب1 thiamine deficiency
فيتامين ب 1 له دور حيوي في عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والبروتينات ويساعد الجهاز العصبي على القيام بوظائفه الطبيعية كما يساعد على تقوية الجهاز المناعي .
يعرف نقص فيتامين ب1 أيضا بمرض الطير أو الكسارة أو مرض عوز الثيامين ومن أسباب حدوث المرض:
وتشمل الأعراض:
وفي الحالات المزمنة يحدث شلل الاطراف الاربعة.
التشخيص:
تستجيب الحالة إلى العلاج بفيتامين ب ، وعند فحص الدم كيميائيا يتضح نقص الثيامين عن المعدل الطبيعي.
العلاج:
1- مصدر لفيتامين ب 1 بجرعة (10 مل / كجم وزن) عن طريق الحقن العضلي او بالوريد كل 6 ساعات خلال أول يوم من العلاج ويلاحظ تحسنا ملحوظا مثال : vitamin B1
2- خلال اليومين الثاني والثالث من العلاج تكرار الجرعة كل 6-12 ساعة وتتعافى الحالة عادة خلال أسبوع من العلاج.
3- يتم إعطاء مكملات غذائية تحتوي على فيتامين ب1 و معادن وفيتامينات عن طريق الفم حيث تعمل على تثبيط ثياميناز الكرش ويعيد نشاط الكرش إلى طبيعته كما يعوض نقص الثيامين في الجسم مثل: Gamma powder
4- استخدام الديكساميثازون لتقليل تورم الدماغ cerebral edama، بجرعة (1-2 ملجم / كجم ) عن طريق الحقن بالوريد.
5- استخدام باسط للعضلات للتحكم في التشنجات مثل ديازيبام.
6- مضاد حيوي مثل zuprevo جرعة واحدة.
7- بيكربونات الصوديوم 1.5 % للحقن الوريدي.
8- استخدام جلوكوز 10%.
9- في بعض الحالات تحتاج إلى rumen juice therapy ( 10 لتر من عصارة الكرش من أحد الحيوانات السليمة لدعم الكرش في الحيوان المصاب.
ما هي أهم مصادر فيتامين ب1 في علائق الابل ؟
1- يوجد في الغطاء الخارجي للحبوب مثل القمح والذرة والشوفان والشعير.
2- يوجد في الدريس والبرسيم.
3- كما يوجد بصورة طبيعية في الميكروفلورا النافعة الموجودة في الكرش.
ما هو دورك كطبيب بيطري في مواجهة هذه التحديات؟
1- الفحص الدوري والتشخيص المبكر
يمكنك تطبيق برامج فحص دورية تمكنك من رصد أي تغيرات على حالة الحيوان تشمل
فحص البراز للتأكد من خلو الإبل من الطفيليات-
تحليل الدم لتقييم الحالة الصحية العامة-
الفحص السريري الدوري لرصد أي أعراض مبكرة للأمراض
2- توعية المربين حول أساسيات الرعاية الصحية.
3- التغذية المتوازنة
4- استخدام المكملات الغذائية بصفة دورية خلال الدورة.
5- الاطلاع المستمر وتطبيق أحدث الحلول الوقائية المبنية على البحث العلمي مثل تطوير اللقاحات وتحسين التغذية تساهم بشكل كبير في دعم صحة الحيوانات.
ختاما
لقد تحدثنا عن أهم الأمراض والتحديات التي تواجهك بصفتك طبيبا بيطريا مسئول عن رعاية الإبل. ويمكنك دعم صحة الحيوانات تحت رعايتك من خلال وضع استراتيجيات واضحة تشمل الفحص المبكر للقطيع وفحص الأعلاف المقدمة للحيوان والتأكد من أنها تحتوي على جميع العناصر الغذائية الاساسية ، ومن خلال التدريب الجيد على طرق الوقاية و كذلك توجيه المربين والعاملين في المزارع نحو كيفية ملاحظة الأعراض الأولية للأمراض واستدعاء الطبيب البيطري فور ملاحظة وجود أي أعراض غير طبيعية.
المصادر:
Egyptian journal of veterinary science
جميع الحقوق النشر محفوظة لشركة اوميجا الخير -تم تصميم و تطوير الموقع بواسطة بيطره ديجيتال
WhatsApp us