المقدمة :
تعتبر مزارع الدواجن محورًا حيويًا في الثروة الحيوانية وصناعة الغذاء، ومع ذلك، تظهر تحديات عدة، منها ظاهرة الافتراس. حيث تشكل هذه الظاهرة تحديًا كبيرًا يؤثر على الصحة العامة للدواجن ويؤدي إلى خسائر مالية هائلة لأصحاب المزارع و للمربين.
تتعلق هذه الظاهرة بالنهش والافتراس، حيث يقوم بعض الدواجن بالهجوم على الكتاكيت الصغيرة أو حتى على أفراد من نفس الفصيلة.
مسببة بذلك ظهور آثار التمزق والجروح على أجسام الكتاكيت، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى وفاتها. و قد تشمل الأعراض أيضًا نتف ريش الطائر، فقدان الشهية المرتبط بجودة التغذية، وضعف نمو جسم الطائر بشكل عام.
لذا ننصح بفهم أسباب الافتراس واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، والتي من خلالها يمكن لمربي الدواجن الحفاظ على صحة وإنتاجية الطيور، مما يقلل من الخسائر المالية ويضمن استدامة انتاجية هذه المزارع.
ما هي ظاهرة الافتراس والنهش في الدواجن ؟
تعد هذه الظاهرة أحد أشهر المشاكل السلوكية و تربية الدواجن التي تظهر على المزارع وعنابر الطيور. يعرَف المختصون ظاهرة الافتراس بأنها سلوك عدواني تكراري.
يظهر هذا السلوك بشكل أساسي عند الطيور و الديكة الرومية في البيئات المختلفة التي تتم تربيتها فيها. حيث تقوم الطيور بالنهش المتكرر لبعضها البعض. و يطلق على هذه الظاهرة علمياً ب Cannibalism in poultry.
يمكن أن يظهر هذا السلوك بشكل واضح في الكتاكيت الصغيرة، ولكنه قد يحدث للطيور الكبيرة أيضًا. يتسبب النهش في إحداث إصابات جسدية، مما يؤثر على صحة الدواجن بشكل كبير.
أعراض ظاهرة الافتراس والنهش في مزرعة الدواجن
تبدأ الأعراض الأولية بقيام الدواجن خاصة الأفراد التي تظهر سيطرتها على باقي القطيع بنتف ريش الكتاكيت الصغيرة و بعض الدواجن البالغة.
يظهر هذا السلوك بشكل واضح تجاه الكتاكيت الصغيرة، ولكنه قد يحدث للطيور الكبيرة أيضًا. يتسبب النهش في إحداث إصابات جسدية، مما يؤثر على صحة الدواجن بشكل كبير.
بعد نتف الريش تنتقل هذه الظاهرة إلى المرحلة التي تقوم فيها الطيور المسيطرة بنقر و مهاجمة منطقة المجمع مباشرة بعد وضع البيض. ويحدث ذلك بشكل أكبر في مزارع إنتاج البيض ومزارع التسمين. مؤدياً الى أنزفة و جروح و اصابات للدواجن المنتجة البيض. بالإضافة إلى تلوث البيض بالدم.
في المراحل المتأخرة تقوم الطيور بمهاجمة مناطق حيوية في جسم الطائر مثل الرأس، ونقر الجلد و العرف وأصابع وأرجل الطيور الأخرى. و ينتج عن هذا كله أنزفة وإصابات خطيرة تؤدي إلى نفوق الطائر وخسائر كبيرة لأصحاب المزارع.
أسباب ظاهرة الافتراس والنهش في مزارع الدواجن
تتأثر ظاهرة الافتراس في الدواجن بمجموعة من العوامل، ولذا تعد من الظواهر السلوكية المعقدة. حيث يؤدي ظهور أحد هذه العوامل آو تواجدها معاً إلى اصابة مزرعة الدواجن بها. و من أهم هذه الأسباب:
١.الجينات الوراثية
سواء كانت جينية أو بيئية. تلعب العوامل الوراثية دوراً حاسماً في هذا السياق، حيث يمكن أن تكون بعض السلالات أكثر عرضة للتصرفات الافتراسية نتيجة للتحورات الوراثية التي تؤثر على سلوك الطيور.
٢.شدة الإضاءة
إضاءة الحظائر تلعب دوراً كبيراً في تنظيم سلوك الدواجن، وزيادة شدة الإضاءة قد تسهم في زيادة مستويات التوتر وبالتالي تزايد حالات الافتراس. يعد التحكم في الإضاءة مهمة حيوية لتحسين الظروف البيئية للدواجن.
٣.العناصر الغذائية
يظهر تأثير العناصر الغذائية الضرورية واضحاً في حالة نقص أو انعدام المعادن والأملاح في العليقة الغذائية. ولذا يجب الحفاظ على توفير توازن مناسب من الفيتامينات والمعادن في العلائق و الاعلاف لتحسين صحتها وتقليل احتمالات إصابتها بالافتراس.
و تعد العلائق الغذائية الغير متوازنة عاملاً مساهماً، حيث يؤدي نقص أو زيادة في بعض المكونات الغذائية إلى تغييرات في سلوك الدواجن وزيادة عدوانيتها.
٤.ازدحام الطيور في مكان ضيق
يسهم الازدحام في أعداد الطيور في المزرعة في تعزيز سرعة الإصابة بظاهرة الافتراس، حيث يزيد التنافس على الموارد مثل الفراغ والطعام. مما يجعل الطيور عرضة للإصابة نتيجة لتواجدهم في مساحة ذات طاقة استيعابية اقل من أعدادهم.
٥.بقاء الطيور النافقة لفترة طويلة
ان عدم التخلص السريع من الطيور الميتة بين الطيور الاخرى في القطيع يمكن أن يؤدي إلى تكاثر الذباب والروائح الكريهة. مما يؤثر سلباً على بيئة الحظيرة ويزيد من التوتر لدى الدواجن. و لذا ينصح بالتخلص من الطيور النافقة سريعاً.
٦.الطيور المصابة بجروح ظاهرة
يعد وجود جروح على أجسام الطيور احد الاسباب التي تحفز سلوك الافتراس والنهش، حيث يمثل الدم النازف محفزاً قوياً لهذا السلوك.
ومع أنه لا يوجد سبب واحد اكيد يؤدى إلى هذه الظاهرة. فإن فهم هذه العوامل المتداخلة التي تؤثر في ظاهرة الافتراس في الدواجن يمثل خطوة أساسية نحو تحسين ظروف تربية الدواجن والحد من هذا السلوك الضار.
المشاكل الناتجة عن ظاهرة الافتراس
يسفر الاصابة بهذه الظاهرة عن مجموعة من المشاكل التي تؤثر على الإنتاج والاقتصاد في المزارع. حيث يتعين على مربي الدواجن التفكير بجدية في التدابير الوقائية للتحكم في هذه الظاهرة لتجنب الخسائر الهائلة التي تنتج عنها. و من اكبر هذه التحديات:
١.الخسائر والإصابات الهائلة في الطيور:
يتسبب الافتراس في خسائر هائلة في أعداد الطيور في المزرعة، حيث تقوم الطيور المعتدية بنقر الكتاكيت،و حتى الطيور الأخرى مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابات والنزيف. و هذا لا يؤثر فقط على العدد الإجمالي للطيور في المزرعة ولكنه أيضا يؤدي إلى تقليل معدل النمو وانخفاض أوزان الطيور الباقية.
٢.تضرر الريش:
يؤدي نتف الطيور المستمر إلى تضرر الريش في جسم الطائر، والذي يؤثر بدوره على الصحة العامة لهذه الطيور. تعاني الكتاكيت و الطيور المستهدفة من إصابات وجروح نتيجة لنتف ريشها بصورة مستمرة، مما يؤدي إلى تدهور حالتها الصحية وتقليل إنتاجيتها.
٣.انخفاض انتاج البيض:
يؤثر النهش والافتراس بشكل مباشر على إنتاج البيض في المزرعة. حيث تعاني الطيور المهاجمة من توتر وقلق، مما يؤدي إلى تقليل معدلات الإنتاج للبيض.
و هذا يعني خسارة إضافية للمربين، إذ يعتبر البيض من المصادر الرئيسية للدخل في مزارع إنتاج البيض والتسمين.
٤.ارتفاع نسبة النفوق:
تعتبر نسبة النفوق نتيجة مباشرة للافتراس، حيث تصل الإصابات الناتجة عن الهجمات إلى درجات عالية من الشدة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة النفوق في المزرعة. و هذا يعني فقدان المزارع للطيور و زيادة التكاليف المرتبطة برعايتها دون الحصول على عائد مناسب.
٥.تلوث البيئة في المزرعة:
تتسبب ظاهرة الافتراس في تأثير سلبي على بيئة المزرعة، حيث يزيد النفوق والضرر الجسدي للطيور من حدة التلوث والروائح الكريهة. مما قد يؤدي إلى مشاكل إضافية للمربين ويعيق نمو المزرعة.
علاج ظاهرة الافتراس، استراتيجيات فعالة
١.تقليل عوامل الخطر
٢.الاستجابة السريعة:
في مواجهة الافتراس، يجب على المربين الاستجابة بسرعة فائقة. بحيث عندما تظهر أعراض السلوك الافتراسي، ينبغي اتخاذ التدابير الفورية لتقليل انتشار هذا النوع من السلوك في المزرعة. التدخل المبكر يسهم في تحديد المشكلة ومعالجتها قبل أن تأخذ أبعادا كبيرة ويصعب علاجها.
٣.التحكم في البيئة:
تقليل عوامل الخطر يتضمن أيضًا تحسين بيئة المزرعة. ضمان نظافة الحظيرة، وتوفير مساحات كافية للطيور، بالاضافة إلى توفير مصادر طعام وفيرة للتقليل من التنافس وبالتالي من احتمالية حدوث الافتراس.
٤.التنوع في السلالات:
استخدام سلالات أقل عرضة للسلوك الافتراسي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. تحديد السلالات التي تظهر تحملًا أكبر للظروف المحيطة يمكن أن يساهم في تقليل انتشار السلوك الافتراسي.
٥.تحسين جودة العناصر الغذائية
٦.استخدام مكملات غذائية عالية الجودة
ضمان توفير العناصر الغذائية الضرورية يلعب دورًا حاسمًا في منع ظاهرة الافتراس. استخدام مكملات غذائية عالية الجودة يمكن أن يعزز الصحة العامة للدواجن ويقلل من التوتر النفسي، مما يقلل من احتمالية حدوث الافتراس. يمكنك استخدام احد المكملات الغذائية عالية الجودة مثل: phocium.
٧.تحسين توازن العناصر الغذائية:
ضبط تركيبة العليقة الغذائية بحيث تكون متوازنة وتلبي احتياجات الدواجن من الفيتامينات والمعادن يعتبر إجراءً هاماً. لأن نقص أو زيادة في بعض العناصر الغذائية يمكن أن يكون عاملاً دافعيًا لهذه الظاهرة.
٨.ضبط نظام الإضاءة:
تقليل شدة الضوء في المزرعة يمكن أن يسهم في تقليل التوتر والعدوانية لدى الدواجن والكتاكيت الصغيرة. ضبط نظام الإضاءة لتكون مناسبة لطبيعة الطيور يمكن أن يساعد في تحسين البيئة وتقليل حالات النهش.
المصادر
جميع الحقوق النشر محفوظة لشركة اوميجا الخير -تم تصميم و تطوير الموقع بواسطة بيطره ديجيتال
WhatsApp us