المقدمة
يمثل نفوق الحملان الصغيرة تحدياً كبيراً للمربين وكذلك الأطباء البيطريين، حيث يؤثر سلبًا على الإنتاجية والاقتصاد الزراعي. تعود أسباب هذه المشكلة إلى عدة عوامل منها الأمراض، سوء التغذية، والظروف البيئية.سنتحدث في هذا المقال عن أهم أسباب نفوق الحملان وكيفية الحد من هذه المشكلة وسوف نتعرف على أحدث الدراسات العلمية المرتبطة بظاهرة نفوق الحملان.
الأمراض المعدية تعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى نفوق الحملان. وتشمل هذه الأمراض:
انخفاض كمية الغذاء المقدم للحيوان أو عدم حصول الحملان على اللبأ خلال الساعات الأولى من الولادة، يمكن أن يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي وزيادة الإصابة بالأمراض.
يحتوي اللبأ على نسبة عالية من الأجسام المضادة الضرورية لبناء مناعة الحملان.
نقص العناصر الغذائية:
الحملان التي لا تتلقى تغذية متوازنة تحتوي على الفيتامينات والمعادن تكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والضعف، مما يزيد من معدلات النفوق.
العوامل البيئية غير الملائمة مثل التكدس و صعوبة الوصول إلى الغذاء يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد وزيادة خطر الإصابة بالأمراض.
بعض العيوب الخلقية أو ضعف السلالة قد يكون له تأثير مباشر على نفوق الحملان. بعض السلالات تكون أكثر عرضة للأمراض الوراثية وضعف المناعة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات النفوق.
داء المقوسات هو مرض طفيلي تسببه Toxoplasma gondii، والذي يمكن أن ينتقل من الأم إلى الجنين عبر المشيمة. إصابة الأم خلال فترة الحمل يمكن أن تؤدي إلى إجهاض الحمل أو ولادة حملان ضعيفة أو ميتة. الحملان التي تولد حية قد تظهر عليها أعراض عصبية شديدة تؤدي إلى نفوقها في الأيام الأولى بعد الولادة.
دورة حياة التوكسوبلازما:
تبدأ دورة حياة Toxoplasma gondii ب الطور المتكيس (oocyst) حيث يتم إفرازه في براز القطط، وهو الطور المعدي الذي يمكنه أن يصيب الأغنام بعد تناول الأغنام الأعلاف الملوثة ببراز القطط.تنتشر هذه الأكياس عبر الدم، مما يؤثر بشكل رئيسي على الأنسجة، وخاصة المشيمة عند الإناث الحوامل.
يوجد طور آخر للتكسوبلازما يسمى الطور الساكن (tissue cyst) يوجد في أنسجة الأغنام المصابة، ويمكن أن ينتقل للإنسان أو الحيوانات الأخرى عند تناول اللحم غير المطهي جيدًا.
طرق الانتقال
الليستريات، والمعروفة أيضًا بداء الدوران، تسببها بكتيريا Listeria monocytogenes. تصيب هذه البكتيريا الأم الحامل وتؤدي إلى التهاب الدماغ والإجهاض. الحملان التي تولد من أمهات مصابة تكون عرضة للإصابة بالعدوى.
طرق الانتقال:
يمكن للأغنام أن تُصاب بالليستريا عبر تناول الأغذية الملوثة، مثل السيلاج الذي تم حفظه بشكل سيء أو تلوث الأعلاف ببراز الحيوانات المصابة. وتدخل البكتيريا إلى جسم الأغنام عن طريق الفم ثم تنتقل إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى إصابة الجهاز العصبي المركزي أو أعضاء أخرى و يؤدي إلى أعراض عصبية أو تعفن الدم الذي يمكن أن يكون قاتلًا.
بكتيريا Listeria monocytogenes يمكن أن تبقى في البيئة لفترات طويلة وتستمر في النمو حتى في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 4 درجات مئوية. بعد دخولها إلى جسم الأغنام، يمكن للبكتيريا الانتقال إلى الدماغ، مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الدماغ، أو قد تصيب المشيمة، مسببة الإجهاض.
الأعراض في الأغنام الحوامل
الحمى المالطية أو ما يعرف بـ البروسيلا هي مرض بكتيري تسببه نوع من البكتيريا Brucella.
Brucella هي بكتيريا تستطيع البقاء في البيئة لفترات طويلة، خاصة في الظروف الرطبة والمظلمة. بعد دخولها جسم الأغنام، تنتقل عبر مجرى الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما يؤدي إلى الإجهاض.
في بعض الحالات، يمكن أن تنتشر العدوى إلى أعضاء أخرى.الأغنام المصابة بالبروسيلا قد لا تظهر عليها أعراض ملحوظة في البداية، ولكن مع تقدم المرض تظهر الأعراض التالية:
السل الكاذب هو مرض بكتيري تسببه Corynebacterium pseudotuberculosis.
تنقل العدوى من الأم المصابة إلى الحملان أثناء الولادة أو من خلال الحليب. مما يؤدي إلى تدهور الصحة العامة للحملان وارتفاع معدلات النفوق.
مرض فيروسي يسبب تقرحات في الفم والأغشية المخاطية للأم، ويمكن أن ينتقل إلى الحملان أثناء الرضاعة. الحملان المصابة تعاني من التهابات فموية شديدة تجعلها غير قادرة على الرضاعة بشكل صحيح، مما يؤدي إلى الجفاف وسوء التغذية وبالتالي النفوق.
الطرق: استخدمت الدراسة سجلات بيانات لـ 3800 حمل من سلالات دوربر، دوربر × منز، ومنز المولودة بين عامي 2011 و 2023 لتحديد العوامل غير الوراثية لبقاء الحملان في مركز بحوث ديبري برهان الزراعي في إثيوبيا. النتائج:
الاستنتاجات:
التطعيم ضد الأمراض الشائعة مثل التسمم الدموي والالتهاب الرئوي يمكن أن يقلل من خطر نفوق الحملان.كما يجب التأكد من تحديث برامج التحصين بانتظام لضمان الحماية الكاملة ضد هذه الأمراض.
تحسين الإدارة العامة للقطيع من خلال توفير بيئة نظيفة وجافة، والحرص على توفير مساحة كافية لكل حيوان، يساهم في تقليل الاجهاد والحد من انتشار الأمراض.
الفحص الدوري للحملان والأمهات يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن وجود مشكلات صحية ومن ثم تقديم العلاج الفوري.
الرعاية البيطرية المستمرة تعد ركنًا أساسيًا في الوقاية من الأمراض وتقليل معدلات النفوق.
ضمان حصول الحملان على تغذية متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية أمر ضروري حيث أن التغذية الجيدة منذ الولادة تعزز مناعة الحملان وتساعد على مقاومة الأمراض.
توفير بيئة مناسبة من حيث درجة الحرارة والرطوبة والتهوية يساعد في الحفاظ على صحة الحملان. التكيف مع الظروف المناخية من خلال استخدام أنظمة تدفئة أو تبريد مناسبة يساهم في تقليل الإجهاد الحراري أو البرودة الشديدة.
من خلال الدراسات الحديثة، تبين أن نفوق الحملان الصغيرة هو نتيجة لعوامل متعددة تشمل الأمراض المعدية، سوء التغذية، العوامل البيئية، العوامل الوراثية، والإصابات. باستخدام استراتيجيات الوقاية والعلاج المناسبة، يمكن تقليل معدلات النفوق بشكل ملحوظ. حين يتم اتباع نهجًا شاملًا يعتمد على الرعاية البيطرية الدورية، التغذية الجيدة، والتحكم في العوامل البيئية للحفاظ على صحة الحملان وضمان بقاء القطيع في أفضل حالاته وبالتالي الحفاظ على الإنتاج وتجنب خسائر اقتصادية كبيرة.
المصادر:
Teagasc / Agriculture and Food Development Authority
جميع الحقوق النشر محفوظة لشركة اوميجا الخير -تم تصميم و تطوير الموقع بواسطة بيطره ديجيتال
WhatsApp us