المقدمة
تعد أمراض الحمل والولادة من أهم التحديات التي تواجه مربي الماشية حيث تؤثر على خصوبة الحيوان والإنتاجية وتؤدي إلى خسائر فادحة خاصة مع ارتفاع تكاليف العلاج و تباعد الفترة بين الولادات. سنتعرف على أهم الأمراض التي تصيب الماشية خلال فترات الحمل وما بعد الولادة وما هي العوامل التي تؤدي إلى انتشار هذه الأمراض وطرق الوقاية والعلاج.
ما هي الأمراض التي تصيب المجترات أثناء فترة الحمل؟
من أكثر الأمراض شيوعا نتيجة سوء التغذية خلال الفترة الأخيرة من الحمل، حيث تحتاج الحيوانات لمزيد من العناصر الغذائية والمكملات الغذائية خلال الحمل.
يحدث بنسبة كبيرة في أبقار التسمين مقارنة بالأبقار من النوع الحلاب،خاصة في الأبقار ذات الأوزان الكبيرة ،نتيجة نقص مستوى الجلوكوز في الدم مما يؤدي إلى تراكم الكيتونات ومن ثم موت الجنين.
أما في الأغنام والماعز يكون تسمم الحمل أكثر شيوعا في حالة الحمل بأكثر من جنين أو في حالة تعرض الأغنام لفترات بدون طعام.
وتلعب العوامل البيئية دور في زيادة نسبة حدوث تسمم الحمل كما في حالات الطقس البارد.
لذا من الهام ملاحظة العلامات الأولية لتسمم الحمل حيث يعد انخفاض الشهية والضعف وانخفاض الأوزان ومن ثم رقود الحيوان أهم العلامات على حدوث تسمم الحمل في الأبقار كما تظهر التشنجات وعدم القدرة على الوقوف بشكل طبيعي في الأغنام.
و للوقاية من حدوث تسمم الحمل يجب مراعاة التغذية الجيدة والمتوازنة للحيوان وإضافة الأملاح المعدنية والفيتامينات للعلائق واختيار علائق غنية بالبروتين والحرص على تقديم كميات وفيرة من المياه النظيفة ومراعاة تجنب العوامل التي تشكل ضغط على الحيوان و تعرضه للتوتر وخطر الإصابة بتسمم الحمل.
الكلاميديا chlamydiosis
تعد الإصابة بالكلاميديا شائعة في الأغنام والماعز وغير شائعة في الأبقار، تحدث عادة خلال آخر أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الحمل، بسبب( Chlamydia abortus) وتولد الحملان وصغار الماعز وهي مازالت حية مع مشيمة ملتهبة بينما تموت في غضون 48 ساعة من الولادة.
ويمكن تشخيص الإصابة بالكلاميديا عن طريق التحليل المعملي.
العطيفة Campylobacter
تحدث الإصابة بسبب بكتيريا (Campylobacter fetus) في الفترة الاخيرة من الحمل،وهو أكثر شيوعا في الأغنام مقارنة بالماعز.
تتعرض الأغنام للإصابة عن طريق تناول طعام ملوث بالسوائل أو الأغشية الجنينية المصابة بالبكتيريا.
من العلامات المؤكدة للإصابة وجود افرازات مدممة تشبه الصديد قبل أو بعد الإجهاض.
يمكن منع الإصابة عن طريق إضافة Tetracycline إلى العلائق تحت إشراف الطبيب البيطري ووضع برنامج تحصين لتجنب العدوى المستقبلية.
تصيب الأبقار والأغنام عن طريق الإصابة ببكتيريا Brucella abortus والتي تسبب الإجهاض أو تؤدي إلى ولادة عجول ضعيفة كما تؤدي إلى احتباس المشيمة وقلة إنتاج الحليب.
خطورة الإصابة بالبروسيلا تكمن في استمرار انتشار العدوى عن طريق السائل الأمينوسي والحليب على الرغم من أن الأبقار المصابة تجهض مرة واحدة فقط بعد الإصابة.
بعض الأبقار تكون مقاومة ضد الإصابة بالبروسيلا بينما تتعافى نسبة قليلة فقط من الحيوانات المصابة.
الانتقال :تنتقل البروسيلا عن طريق تناول طعام ملوث بالميكروب والذي يوجد بكميات كبيرة في العجول التي أجهضت وسوائل الرحم والولادة، وتدخل البروسيلا الجسم من خلال الأغشية المخاطية وملتحمة العين والجروح أو من خلال التلقيح الاصطناعي باستخدام سائل منوي ملوث.
ويلاحظ في حالات العدوى المزمنة بالبروسيلا إصابة بعض الأبقار بالتهاب المفاصل.
العلاج: لا يوجد علاج محدد، لكن تعتمد برامج مكافحة المرض على تحديد القطعان المصابة ومنع انتشار العدوى إلى القطعان السليمة. تعتمد عملية استئصال المرض من القطيع على الاختبارات المتتالية ،حيث يجب اختبار القطعان على فترات منتظمة حتى تكون نتيجة اختبارين أو ثلاثة اختبارات متتالية سلبية.
التحصين: يتم تحصين العجول الصغيرة ضد البروسيلا للتقليل من انتشار المرض في القطعان السليمة، إلا أن بعض العجول المحصنة يمكن أن تصاب أيضا.
أما عن البروسيلا في الماعز فتسببها Brucella melitensis وتظهر الحيوانات المصابة نفس الأعراض كما في الأبقار ويحدث الإجهاض عادة في آخر شهرين من الحمل.
وينتشر المرض في البلاد التي يعد الماعز فيها حيوانا هاما منتجا للغذاء كما يعد حليب الماعز المصابة مصدر لعدوى الإنسان ويعرف هذا المرض في الكثير من البلاد باسم (حمى مالطا).
في الأغنام تعد Brucella ovis المسبب الرئيسي للبروسيلا وتشمل الأعراض التهاب البربخ والخصية وانخفاض جودة السائل المنوي في الكباش والتهاب المشيمة والإجهاض في النعاج.
عدوى شائعة في قطعان كلا من الأبقار الحلوب والتسمين تسبب قلة الخصوبة والإجهاض وانخفاض معدلات إنتاج الحليب،عن طريق المسبب لداء البريميات وهو Leptospira Hardjo والذي ينتشر خلال فصلي الربيع والصيف.
بجانب تأثيرها على الخصوبة وإنتاج الحليب تنتقل العدوى للإنسان خاصة المزارعين أثناء عملية حلب الأبقار نتيجة انتشار الميكروب في بول الأبقار والحليب مما قد يعرض الإنسان للعدوى وتظهر أعراض الإصابة على الإنسان تشبه أعراض الإنفلونزا مع وجود صداع شديد.
استخدام ثيران مشتركة للتلقيح والتربية المفتوحة لقطعان الأبقار والأغنام من أهم العوامل المساعدة في انتشار المرض حيث تحمل الأغنام Leptospira Hardjo المسبب لداء البريميات.
أعراض leptospirosis تشمل انخفاض مفاجيء في إنتاج الحليب ويصبح الضرع مترهلا ويلاحظ وجود إفرازات تشبه لبن السرسوب أو حليب مدمم من الضرع.
بينما تصبح بعض الأبقار خاملة بسبب انخفاض الشهية وتظهر الحمى على الحيوان المصاب كما يحدث الإجهاض خلال اخر 3 شهور من الحمل، أو تتم ولادة عجول ضعيفة أو غير مكتملة النمو.
حمى كيو Q fever
مرض معدي يصيب المجترات تسببه بكتيريا Coxiella burnetii ويعد إجهاض أعداد كبيرة في فترة صغيرة هو العرض الأشهر لمرض حمى كيو حيث تصل نسبة الإجهاض في الحالات المتقدمة في المجترات الصغيرة نحو 90% من القطيع ويعرف باسم Abortion Storm، بالإضافة إلى ولادة عجول وحملان غير مكتملة النمو أو حملان وعجول تولد وتموت عقب الولادة كل هذه الأعراض ما يميز حمى كيو وبالطبع تسبب خسائر فادحة في المزارع المصابة.
ولا تتوقف الخسائر التي تسببها حمى كيو على الإجهاض فحسب بل تمتد لتصل إلى التهاب الرحم والتهاب بطانة الرحم في الحيوانات المصابة ، حيث لوحظ أن القطعان التي أصيبت بحمى كيو تصاب بالتهابات الرحم والتهابات بطانة الرحم بمعدل مرتين ونصف (2.5 مرة )مقارنة بالحيوانات التي لم تصاب بالمرض.
وأشارت الدراسات الميدانية للحيوانات المصابة أن احتباس المشيمة في حالات حمى كيو أكثر بمعدل 12 مرة.
وأشارت دراسة ميدانية أخرى الهدف منها مقارنة القطعان التي تم فيها السيطرة على (حمى كيو )عن طريق التحصينات مع القطعان المصابة غير المحصنة، أن معدل نجاح عملية التلقيح الأول أقل بنسبة 28٪ في القطعان غير المحصنة.
والأكثر من ذلك فقد وجد أن التهاب الضرع هو أيضًا جزء من أعراض حمى كيو في المجترات، حيث ثبت أن الأبقار المصابة كانت أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الضرع بنسبة 2.35 %.لذلك عندما يظهر قطيع انخفاضًا في الأداء الإنجابي، يجب ربط هذا العرض بمرض الكوكسيلا لتوخي الحذر واتخاذ الاجراءات الاحتذارية ضد المرض ومنع انتشاره في باقي القطيع.
التوكسوبلازما Toxoplasmosis
تعرف أيضا بداء المقوسات، تنتشر حول العالم بشكل كبير، أهم الأعراض الشائعة هي الإجهاض وعدم القدرة على الإنجاب، خاصة في المجترات الصغيرة والخنازير.
المسبب الرئيسي لمرض التوكسوبلازما هو Toxoplasma gondii، وتعد القطط هي العائل الوحيد لطفيل T. gondii وتحدث العدوى من خلال البويضات التي تنتقل عن طريق البراز.تمثل حيوانات المزرعة مصدرًا مباشرًا لعدوى الإنسان،إلا أنها أيضًا تصيب المجترات وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة في بعض المناطق حول العالم خاصة في البلدان التي تعتمد على المجترات الصغيرة كالأغنام والماعز.
حيث يوجد ثلاث مراحل معدية: tachyzoites (شكل يتكاثر بسرعة)،bradyzoites (شكل بطيء الانقسام يوجد في الأنسجة) و sporozoites (يوجد في البويضات الناضجة).
مثل فترة الحمل تتعرض المجترات لبعض الأمراض بعد الولادة نتيجة لضعف الأم وقلة المناعة أو نتيجة التعرض للتلوث بالبكتيريا أثناء عملية الولادة،والتي يمكن أن تؤثر على الخصوبة وعلى إنتاج الحيوان من الحليب وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة.
فما هي الأمراض التي تصيب المجترات بعد الولادة؟
من الحالات الشائعة التي تحدث في الأسابيع الأولى بعد الولادة، نتيجة لعدة أسباب أهمها هو تلوث الرحم بالبكتيريا أثناء الولادة وغالبا تكون التهابات الرحم نتيجة للإصابة بأكثر من نوع من البكتيريا مثل بكتيريا E. coli والتي توجد في الأمعاء بشكل طبيعي ويمكن أن تصل إلى الرحم وتسبب التهابا حادا والبكتيريا من نوع Pasteurella وبكتيريا من نوع Proteus التي تسبب التهابات الجهاز البولي يمكن أيضا أن تسبب التهاب الرحم.
وهناك بعض الأسباب الاخرى لالتهاب الرحم مثل:
1-الولادة المتعسرة حيث يمكن أن تؤدي الولادة الصعبة إلى إصابات في الرحم، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب.
اعراض التهاب الرحم في المجترات:
العلاج:
يتم العلاج باستخدام المضادات الحيوية ويعد Ceftiofur (3rd generation cephalosporin من أهم المضادات الحيوية المستخدمة في علاج التهاب الرحم خاصة المصاحب بارتفاع في درجات الحرارة مثل الالتهاب الرحمي بسبب بكتيريا E.coli
بالإضافة إلى حقن المضادات الحيوية يفضل عمل تسريب داخل الرحم (intrauterine infusion) يحتوي على نفس المادة الفعالة أو استخدام مادة Oxytetracycline موضعيا داخل الرحم.
ويتم استكمال العلاج باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs مثل دواء Flunicon ، ويتم تعويض الحيوان بالسوائل باستخدام محلول ملحي saline 0.9% حوالي من 2 ل 4 لتر.
يمكن استخدام Hormonal therapy في حالات الأبقار التي تعاني من التهاب الرحم مع عدم وجود ارتفاع في درجة حرارة الحيوان حيث لا داعي لاستخدام المضادات الحيوية في هذه الحالات.
التهاب بطانة الرحم Endometriosis
التهاب الطبقة الداخلية للرحم يحدث بعد الولادة ويعد أقل حدة من مرض التهاب الرحم يحدث نتيجة عدم العلاج السليم لالتهاب الرحم أو نتيجة الالتهاب المزمن والمتكرر بعد الولادة. عادة ما يرتبط التهاب بطانة الرحم بداء البروسيلا Brucellosis و داء البريميات Leptospirosis والعطيفات Campylobacteriosis، كما يرتبط باضطرابات عملية الولادة مثل الإجهاض والولادة المتعسرة و التهاب الرحم واحتباس الأغشية الجنينية.
ما هي أعراض التهاب بطانة الرحم ؟
علاج التهاب بطانة الرحم في المجترات
يعتمد علاج التهاب بطانة الرحم على نوع البكتيريا المسببة للمرض مثل استخدام Oxytetracycline عن طريق الحقن العضلي أو داخل الرحم ويتميز بأنه مضاد حيوي واسع الطيف فعال ضد العديد من البكتيريا.
واستخدام Ceftiofur يتميز بالفاعلية ضد البكتيريا الهوائية واللاهوائية كما يمكن استخدامه بدون فترة انتظار للحليب.
استخدام Penicillin فعال في حالات البكتيريا موجبة الجرام، و Amoxicillin واسع الطيف فعال ضد البكتريا موجبة الجرام والبكتيريا سالبة الجرام.
يجب مراعاة فترة السحب المحددة للمضادات الحيوية لضمان عدم وجود بقايا في الحليب واللحوم وضمان جودة الإنتاج.
كما يجب التأكد من تمام العلاج حيث أنه إذا استمر التهاب الرحم والتهاب بطانة الرحم ولم يتم العلاج بشكل صحيح سوف تتكاثر البكتيريا بشكل أكبر ويتراكم الصديد داخل الرحم مما يؤدي إلى حالة أصعب وهي تقيح الرحم.
هو حالة أكثر شدة من التهاب الرحم حيث يتجمع القيح داخل تجويف الرحم، نتيجة عدوى مستمرة أو غير معالجة بشكل صحيح.
الأعراض:
1-وجود إفرازات مهبلية سميكة كريهة الرائحة، مليئة بالقيح، وقد تكون صفراء أو بنية اللون.
العلاج:
يتم العلاج باستخدام محفزات تقلص الرحم لطرد القيح خارج الرحم مثل Prostaglandin حقن (500 مل) من مادة Prostaglandin F2 alfa في الأيام (1,4,7,10,13) من التشخيص أو يمكن استخدام Oestrogens و Oxytocin مثل حقن Oestradiol Valerate 3_10 mg) I/M ) يليها (Oxytocin( 20 IU _40 IU بعد مرور 24 ساعة.
ثم استخدام المضادات الحيوية مثل :2.2 mg/kg bw of ceftiofur sodium I/M
يليها Cephapirin I/U (Metricef 19 g)
في بعض الحالات الشديدة يلزم التدخل الجراحي لتنظيف الرحم.
كيف تمنع التهابات الرحم وأمراض ما بعد الولادة؟
تتطلب الوقاية الالتزام بالمعايير الصحية للمزرعة من خلال :
1.تنظيف مكان الولادة حيث يجب أن يكون نظيف ومعقم عن طريق استخدام مطهرات آمنة وفعالة.
2.تأكد من تعقيم الأدوات المستخدمة في عملية الولادة والإجراءات الطبية.
3.فحص الحيوانات بانتظام من قبل الطبيب البيطري للتأكد من عدم وجود أي التهابات أو أمراض.4.
4.التأكد من أن الحيوانات تتلقى جميع التطعيمات الضرورية في الوقت المناسب.
5.التغذية السليمة وتوفير نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع العناصر الضرورية لتعزيز مناعة الحيوانات.واستخدام المكملات الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن لتحسين الصحة العامة للحيوانات.
6.توفير المساعدة اللازمة أثناء الولادة لتقليل مخاطر الولادات المتعسرة.
7.وجود طبيب بيطري أو شخص مؤهل لمراقبة عملية الولادة والتدخل عند الضرورة.
8.الاستخدام الصحيح للأدوية واستخدام مضادات حيوية وقائية في بعض الحالات لتجنب الإصابة.
9.تدريب العاملين في المزرعة على التعامل السليم مع الحيوانات ومعرفة علامات الأمراض والإبلاغ عنها فور ملاحظتها.
المصادر
اللبأ هو أول حليب يتلقاه العجل بعد الولادة، غني بالأجسام المضادة والبروتينات مما يساعد على تطور الجهاز المناعي عن طريق النقل السلبي للأجسام المضادة خلال أول ساعة بعد الولادة إذ تبدأ قدرة العجل على امتصاص الأجسام المضادة في الانخفاض تدريجيا فيما بعد.
وتعتمد فعالية المناعة السلبية على جودة وكمية وتوقيت تناول اللبأ. تختلف جودة اللبأ من بقرة إلى أخرى، ومن العوامل التي تؤثر على جودة اللبأ هي إصابة الأم بالأمراض فالأبقار التي تعاني من التهاب الضرع أو حمى الحليب، تنتج لبأ أقل في الجودة.
ويؤدي استهلاك كمية قليلة من اللبأ إلى ضعف تطور الجهاز المناعي مما يعرض العجل إلى حدوث الاسهالات والتهابات الجهاز التنفسي وتدهور الصحة العامة.
مراحل تناول اللبأ بعد الولادة
الكمية السليمة التي يجب أن يتلقاها المولود
تحتاج العجول إلى وجبة أولى حوالي (3-4 لتر )من اللبأ والذي يمثل(10% من وزن الجسم) في غضون ساعتين من الولادة، ثم تليها وجبة أخرى بنفس الحجم في غضون 12 ساعة من الولادة. يحتوي اللبأ عالي الجودة على ما لا يقل عن (50 جم/لتر) من الأجسام المضادة IgG.
ما هي الأمراض التي تصيب العجول حديثي الولادة؟
1- الاسهال (Diarrhea )
يظل الإسهال بسبب العوامل المعدية أحد أكبر المشكلات التي تواجه صحة العجول الصغيرة، حيث يمثل حوالي 50% من جميع حالات نفوق العجول في كل من مؤسسات سواء كانت لإنتاج لحوم البقر أو منتجات الألبان.
تصاب العجول بالإسهال نتيجة الاصابة بالفيروسات مثل (rotavirus, coronavirus)
او عن طريق البكتيريا مثل (E. coli, salmonella) وأيضا بعض الطفيليات تسبب الإسهال في العدول الصغيرة مثل (cryptosporidia, coccidiosis).
فيروس الروتا : ينتقل الفيروس عن طريق براز الحيوان المصاب وتكون فترة حضانة الفيروس 24 ساعة ويؤثر على العجول التي تقل أعمارها عن 3 أسابيع وتكون الاصابة في ذروتها عند عمر 6 أيام.
فيروس الكورونا : تصاب العجول عن طريق ابتلاع الفيروس من خلال التلوث البيئي من عجول مصابة بالفيروس. وتظهر الأعراض بعد يومين ، فيحدث الإسهال نتيجة فقدان الخلايا المعوية (intestinal cell loss ) وسوء الامتصاص.ويؤثر على العجول في اول 3 اسابيع من العمر ن وتصل الاصابة إلى ذروتها عند عمر 7-10 أيام.
بكتيريا E.coli : تشير الأبحاث إلى أن الاصابة ب ايشريشيا كولاي تحدث خلال اول 4 ايام من عمر العجل.تحدث الاصابة بعد الولادة مباشرة نتيجة ابتلاع المولود لبعض القولونيات الموجودة بالبراز(Faecal coliforms) مما يعمل على استعمار الفلورا الطبيعية للأمعاء وتبدأ بالتحرك مع الغذاء المهضوم داخل الأمعاء إذا كانت البيئة حول المولود غير نظيفة يتناول الاشريشيا كولاي مع الغذاء وتسبب إسهال شديد.
السالمونيلا : تحدث الاصابة عادةً خلال 2 – 6 أسابيع بعد الولادة، ويمكن أن تختلف الأعراض حسب نوع السالمونيلا ؛بدءًا من تعفن الدم وارتفاع نسبة النفوق، إلى أعراض بسيطة قد يمر دون أن يلاحظ أحد.
الكريبتو Cryptosporidiosis تنتقل العدوى عن طريق الفم والبراز، وعادة يتم التعرف عليه في حالات انتشار الإسهال بجانب فيروس الروتا، وبعد الاصابة تصل الأعراض إلى ذروتها ذروتها عادةً في خلال ثلاثة إلى خمسة أيام، وتستمر حتى تصل إلى 17 يومًا.
الكوكسيديا Coccidiosis : تحدث الاصابة بسبب طفيل صغير تبلغ دورة حياتة 21 يوم ، تلتقط العجول البيض، الذي يسمى الأكياس البيضية، عن طريق لعق العجول الأخرى، أو من الفراش الملوث، أو عن طريق شرب وتناول الغذاء الملوث بالبراز.
تشير التقديرات إلى أن 5% فقط من الحيوانات المصابة تظهر عليها علامات سريرية لمرض الكوكسيديا (فقدان الشهية، وفقدان الوزن، والإسهال الدموي)، في حين أن 95% المتبقية من الإصابات تكون دون أعراض.ويتم تحقيق السيطرة على مرض الكوكسيديا من خلال النظافة الجيدة والإدارة البيئية، جنبًا إلى جنب مع الاستخدام الاستراتيجي للأدوية المضادة للكوكسيديا.
كيف تعالج العجل المصاب بالإسهال؟
ويبقى السؤال هو : هل يحتاج العجل المصاب بالإسهال إلى المضادات الحيوية؟
نظرًا لأن معظم حالات الإسهال ناتجة عن الإصابة بالفيروسات والطفيليات (التي لا تستجيب للمضادات الحيوية)، فإن استخدامك المضادات الحيوية يعد إهدارًا للمال وقد يؤدي إلى مقاومة البكتيريا في المزرعة.
ولكن متى تستخدم مضاد حيوي لعلاج اسهالات العجول ؟
1- اذا كانت درجة حرارة العجل مرتفعة (38.5-39.5 درجة مئوية).
2- إذا كان العجل ضعيفًا،لا يقدر على الوقوف، وتظهر عيناه غائرتان.
3- إذا كان يمتنع عن الرضاعة ويظهر دمًا في الروث.
وفي حالة اصابة عدد كبير من العجول بالإسهال في المزرعة أو الحالات متكررة فيجب ارسال عينات من الروث لفحصها بالمختبر.
2- الالتهاب الرئوي (pneumonia )
الالتهاب الرئوي في العجول أو مرض الجهاز التنفسي البقري ( BRD )هو مرض خطير يؤدي إلى التهاب وتلف أنسجة الرئتين والجهاز التنفسي بالكامل وهو السبب الأكثر شيوعًا لضعف الأداء والنفوق في العجول النامية كما يؤدي إلى انخفاض الاوزان و الانتاجية ويكلف خسائر مادية كبيرة . وكما موضح بالرسم البياني ( APHA Surveillance Data for Pneumonia Pathogens 2012-2017 )
هناك العديد من الأسباب التي تسبب التهاب الرئة لدى العجول مثل : (فيروس الجهاز التنفسي البقري المخلوي BRSV؛ وفيروس بارا الإنفلونزا 3، PI-3، وفيروس الإسهال البقري الفيروسي، BVDV)، وفيروس الهربس البقري 1 والبكتيريا (Mannheimia haemolytica, Mycoplasma bovis وPasteurella multocida، وHistophilus somni )
العوامل المؤثرة على التهاب الرئة في العجول:
الوقاية من الالتهاب الرئوي في العجول الصغيرة
خاتمة
الحفاظ على صحة العجول حديثة الولادة يتطلب اهتمامًا خاصًا واتباع استراتيجيات وقائية فعالة. إن الأمراض الشائعة مثل الإسهال والالتهاب الرئوي يمكن أن تشكل تهديدًا كبيرًا لحياة هذه العجول، مما يستدعي اتخاذ إجراءات الوقاية لضمان سلامتها. يجب عليك بصفتك طبيبا بيطريا أن توجه المربين إلى ضرورة أن يكونوا على دراية بعوامل الخطر المرتبطة بهذه الأمراض، مثل التغذية غير السليمة، الظروف البيئية القاسية ،وانخفاض مستوى النظافة وعدم الانتباه إلى الأعراض الأولية للأمراض التي تتطلب التدخل الطبي.
و تنفيذ برامج وقائية تشمل التطعيمات ، والرعاية الصحية المنتظمة، وإدارة العوامل البيئية للحفاظ على مستوى عالٍ من المناعة. كما أن توعية المربين بكيفية التعرف على الأعراض المبكرة للأمراض واتخاذ الإجراءات المناسبة يساهم بشكل كبير في تقليل خطورة هذه الأمراض وتقليل معدلات الإصابة والنفوق للعجول حديثة الولادة.
المصادر
pubs.
جميع الحقوق النشر محفوظة لشركة اوميجا الخير -تم تصميم و تطوير الموقع بواسطة بيطره ديجيتال
WhatsApp us