المقدمة
تعد الثروة الحيوانية احدى المحاور الاساسية للاقتصاد في العديد من الدول حول العالم نظرا لأهميتها بالنسبة للإنسان حيث تغطى مزارع الإنتاج الحيواني الجزء الأكبر من احتياجات الإنسان الأساسية من لحوم وألبان و جلود وغيرها من المنتجات الاقتصادية الهامة التي تدخل في صناعات كثيرة. ولأن هذه الصناعات تعتمد بشكل كبير على صحة الحيوانات وإنتاجها ، فإن الأمراض المعدية تمثل تحديا كبيرا بالنسبة للطبيب البيطري لما تسببه من خسائر اقتصادية كبيرة والتي تؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية.
سنتحدث في هذا المقال عن أهم الأمراض المعدية التي تصيب الأغنام و الماعز وكيفية الكشف المبكر عنها وكذلك طرق الوقاية و العلاج للحفاظ على صحة الحيوانات.
0%.
ما هي الأمراض المعدية الشائعة في الاغنام و الماعز ؟
توجد العديد من الأمراض المعدية التي تصيب الأغنام والماعز منها البكتيرية و الفيروسية وأيضا التي تسببها الفطريات.
1– الأكزيما المعدية (Contagious Ecthyma )
هو مرض معدي فيروسي نتيجة الإصابة بفيروس ( parapox virus ) والذي يسبب التهاب في الجلد وبثور مميزة في شفاه الحيوان وقد تمتد الإصابة إلى الأذنين والرأس ،يعد أكثر شيوعا في الحملان الصغيرة و الماعز.
يعرف أيضا بمرض ( orf) أو التهاب الجلد البثري (Contagious Pustular Dermatitis)
و التهاب الفم (Sore Mouth)
الأعراض:
تتوقف الحيوانات المصابة عن تناول الغذاء نظرا لما تسببه هذه البثور من ألم ، مما يسبب انخفاض الأوزان وخسائر اقتصادية كبيرة. وتكمن خطورة الاصابة بالاكزيما المعدية في تطور العدوى الثانوية البكتيرية في أماكن البثور وقد تمتد إلى أماكن أخرى وتنتقل إلى الأمهات من النعاج حيث تتطور البثور على ضرع الأم ( ينتقل بالاتصال الجلدي أثناء الرضاعة ) وفي بعض الحالات تتطور إلى حد الغرغرينا مما يسبب توقف إنتاج الحليب.
كما تؤدي العدوى البكتيرية الثانوية ببكتيريا Dermatophilus congolensis إلى تعفن القدم والذي قد يسبب العرج.
التشخيص : عن طريق فحص البثور و باستخدام ال pcr.
في خلال( 1-4 )أسابيع تجف البثور وتسقط القشور ومن ثم تلتئم الأنسجة دون ترك ندبات.
2-السعفة (Ringworm (Dermatophytosis)
عدوى جلدية يسببها فطر Trichophyton verrucosum تتميز المنطقة المصابة بتساقط الصوف او الشعر و تغطيها قشور جافة ويبلغ مساحة الافة من 1 الى 10 سم مربع وتظهر في الأذنين والوجه وبعض أجزاء الرقبة. وعادة ما تصاب الحيوانات التي تعاني من انخفاض المناعة.
وعند ازالة الصوف المتشابك فوق منطقة الاصابة يلاحظ التهاب الجلد وسهولة النزف.
تظهر العدوى بعد 6 أسابيع من قص الصوف و في بعض الحالات استمرت لمدة 6 أشهر.
الأعراض :
الحكة هي أكثر الأعراض شيوعًا، وتكون البقع ملتهبة مع احمرار الحواف ووجود قشور وأحيانًا بثور.
السعفة من الأمراض التي تنتقل أيضا للإنسان فيجب اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية عند التعامل مع الحيوان المصاب.إن علاج مرض السعفة أمر صعب وتعتمد العلاجات الموضعية على تقليل انتشار الافة على جسم الحيوان ، ويمكن ان تكون مفيدة في المناطق المصابة في الوجه بينما على الجسم يكون العلاج أصعب نظرا لوجود الصوف الملوث بالفطر فيمنع وصول الدواء إلى الجلد بشكل فعال.
الوقاية:
من المهم عزل الحيوانات المصابة جيدا عن باقي القطيع فور التعرف على العلامات الأولية للمرض لمنع الانتشار السريع للمرض.
3-التهاب المفاصل والدماغ (Caprine Arthritis Encephalitis (CAE
يحدث بسبب الاصابة بفيروس lentivirus وعادة يظهر في الماعز الحلوب ولكن يمكن أيضا أن يصيب الماعز التي تربى من اجل اللحم.
ينتقل الفيروس عن طريق تناول لبن السرسوب من النعاج أو الماعز المصابة أو التلوث من دم الجروح المفتوحة أو الأدوات المصابة (مثل الإبر، وآلات إزالة القرون)، ونادرًا ما تحدث العدوى بين الماعز البالغة المرضعة.
لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، قد تستغرق علامات الإصابة شهورًا أو سنوات لتظهر وتشمل حالات مثل التهاب المفاصل المزمن، والتهاب الضرع، والالتهاب الرئوي البيني (interstitial pneumonia ).
في صغار الماعز التي يبلغ أعمارها ما بين 2 الى 6 شهور يحدث الشلل نتيجة التهاب الدماغ.
التشخيص:
عن طريق التاريخ المرضي للقطيع و إجراء بعض الاختبارات المعملية مثل ELISA.
تظل الحيوانات المصابة حاملة للفيروس مدى الحياة حتى بعد التعافي.
الوقاية:
عزل أو ذبح الحيوانات المصابة .
عدم شراء الحيوانات من مصادر غير معروفة
اختبار الماشية الواردة جديدا إلى المزرعة قبل دمجها في القطيع.
4-التهاب الغدد اللمفاوية الجبني (Caseous Lymphadenitis (CL
المسبب الرئيسي هو بكتيريا Corynebacterium pseudotuberculosis والتي تنتشر بكثرة حول العالم. وتصاب الأغنام والماعز عن طريق تناول الطعام والماء الملوث بالبكتيريا أو من خلال ملامسة صديد من حيوان مصاب.
الأعراض:
وجود خراجات داخلية وخارجية تحتوي على صديد سميك اصفر أو أخضر و له رائحة كريهة.
لا يوجد علاج فعال للحالات المصابة ولكن تظل الوقاية هي الطريقة المثلى لمنع انتشار المرض في القطيع.
الوقاية:
5- اللسان الازرق (Blue tongue)
مرض فيروسي معدي يصيب الأغنام الكبيرة و الصغيرة نسبيا التي تبلغ من العمر عام ولكنه لا يصيب الحملان حديثة الولادة نظرا للمناعة التي تتمتع بها الحملان والمكتسبة من لبن السرسوب.
ينتشر المرض في موسم الأمطار في شهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر.
الفيروس المسبب هو Arthropod-borne orbi virus وهو فيروس مقاوم للمطهرات و للجفاف و ينتقل عن طريق الحشرات ويمكن انتقاله أيضا عن طريق السائل المنوي او المشيمة.
الأعراض:
الوقاية والعلاج:
6- حمى الوادي المتصدع (RVF)
مرض فيروسي حاد يصيب الأغنام و الماعز و الأبقار و ينتقل أيضا للإنسان يتميز بارتفاع معدلات
نفوق الحملان الصغيرة والعجول وفي الحيوانات البالغة يسبب الاجهاض ، اعراض حمى الوادي المتصدع تشبه كثيرا أعراض الانفلونزا لدى الإنسان.
ينتقل الفيروس عن طريق لدغات الحشرات والبعوض ، وينتقل للإنسان عن طريق الاتصال المباشر مع الحيوان المصاب.
فترة حضانة المرض في الحيوانات الصغيرة من 12 – 48 ساعة.
الأعراض في الأغنام:
1- التطعيمات الوقائية هي أفضل وسيلة للسيطرة على حمى الوادي المتصدع.
2- مكافحة الحشرات والبعوض الناقل للفيروس.
3- ضبط حركة انتقال الحيوانات المصابة أو الواردة من بلد موبوء بالفيروس ، لمنع انتقال الحيوانات في فترة حضانة المرض إلى بلد سليم.
7- التهاب الرئة البلوري المعدي في الماعز (Contagious caprine pleuropneumonia)
مرض معد حاد يصيب الماعز وتسببه بكتيريا Mycoplasma mycoides وينتقل عن طريق الاستنشاق ، أو عن طريق دخول حيوان جديد مصاب إلى القطيع. فترة حضانة المرض من 6 – 10
أيام.ويسبب نسبة إصابة تصل إلى 100%، كما تصل نسبة النفوق إلى 70% من الحالات المصابة لذا فهو مرض خطير يسبب خسائر اقتصادية فادحة.
الأعراض:
الوقاية والتحكم في الانتشار:
1- التطعيم السنوي للماعز هو أفضل طريقة للوقاية في المناطق الموبوءة.
2- عزل الحيوانات الواردة جديدا لمدة 2-4 أيام قبل دمجها مع القطيع للتأكد من خلوها من المرض.
3- التهوية الجيدة وتجنب التكدس يساعد على منع انتشار الأمراض عموما.
4- المراقبة المستمرة وعزل أي حيوان تظهر عليه أعراض الإصابة الأولية.
5- التدخل السريع من خلال استخدام المضادات الحيوية في علاج الحيوانات المصابة مثل (التايلوزين )والموجود أيضا في الأسواق باسم Tylosel.
6- التحكم في حركة انتقال الحيوانات بين المزارع وبين البلاد في حالة انتشار المرض.
7- جدري الأغنام( SPPV)/ وجدري الماعز( GTPV )
توجد هذه الفيروسات في لعاب الحيوانات المصابة وإفرازات الجسم مثل الأنف والعينين والحليب والبول والبراز.وتتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة.
يمكن أن تصاب الحيوانات عن طريق الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو بشكل غير مباشر عن طريق الأشياء الملوثة بالفيروس مثل الملابس أو الأحذية. ويمكن أن ينتشر عن طريق الحشرات أيضا.
الأعراض:
تختلف الأعراض وشدتها حسب عمر الحالة فتظهر الأعراض في الحملان الصغيرة وصغار الماعز عنيفة.وتشمل الاتي:
الوقاية وطرق التحكم :
لا يوجد علاج محدد للجدري في الأغنام والماعز ويبقى التحصين هو الأكثر فاعلية في منع انتشار المرض. ولكن مكافحة الحشرات والبعوض التي قد تنقل الفيروس أمر ضروري خاصة في المناطق الموبوءة ، عزل الحيوانات المصابة وملاحظة الحيوانات باستمرار من أجل الكشف المبكر عن الأعراض من أهم الإجراءات الاحترازية للتحكم في انتشار الفيروس.
خاتمة
الوقاية من الأمراض المعدية ليست خيارا ولكنها ضرورة حتمية لحماية مزارع الأغنام و الماعز والحفاظ على صحة الحيوانات والانتاجية.وعلى كل طبيب بيطري مسئول عن مزارع أغنام أو ماعز متابعة التطعيمات والتحصينات بصفة دورية والأخذ في الاعتبار مواسم انتقال الأمراض المعدية والمناطق الموبوءة بها ، لكي يتمكن من أخذ كل الاحتياطات اللازمة لوقاية المزارع تحت رعايته من الإصابة بالأمراض وتجنب خسائر اقتصادية فادحة.
المصادر
Animal health diagnostic center
جميع الحقوق النشر محفوظة لشركة اوميجا الخير -تم تصميم و تطوير الموقع بواسطة بيطره ديجيتال
