المقدمة
منذ القدم ترتبط الخيول بالحروب والفروسية ولها مكانة عظيمة بين مختلف الشعوب العربية وغير العربية ومع تطور العصور أصبح للخيول أهمية اقتصادية كبيرة حيث تمثل مزارع انتاج الخيول الأصيلة مصدر رئيسي للتجارة حول العالم.
تنظم العديد من الدول سباقات للخيول الأصيلة ويبلغ حجم الاستثمارات فيها إلى ملايين الدولارات من خلال المزادات العالمية ومسابقات الفروسية التي تقاد في المملكة العربية السعودية وكأس دبي العالمي للخيول.كما تعتمد بعض الدول في السياحة البيئية على وجود الخيول التي تجذب السياح.
ولا تقتصر أهمية الخيول على الاقتصاد فحسب ، بل تمتد إلى العلاج أيضا ، فانتشرت في الفترة الأخيرة ما يسمى (Equine therapy ) العلاج بركوب الخيل لإعادة التأهيل النفسي والجسدي للمتدربين من مختلف الفئات الصحية والعمرية.
التدريبات الشاقة التي تتعرض لها خيول السباقات والمقاومة الكبيرة على جسم الحيوان أثناء السابق تعرضه للجروح والإصابات سنتحدث عن أهم الإصابات التي تتعرض لها خيول السباقات وكيف تؤثر على القيمة الاقتصادية للفرس.
الإصابات الشائعة في خيول السباقات
العرج من أكثر الأعراض الشائعة في الخيول يحدث العرج للعديد من الأسباب مثل إصابات الحافر والتهابات الأوتار و الكسور و التهابات المفاصل وسوف نستعرض فيما يلي أشهر هذه الأسباب:
أحد أشهر الأسباب لعرج الخيول وتنشأ هذه الحالات نتيجة للضرب المستمر للحوافر على سطح مضمار السباق، مما يؤدي إلى إصابة الأنسجة بالارتجاج الشديد وبالتالي الكدمات والشقوق ومع وجود البكتيريا وتلوث هذه الجروح يمكن أن تصيب كبسول الحافر مما يؤدي إلى تكون خراجات.
التدخل السريع لعلاج هذه الحالات يجنب خسائر كبيرة ويشمل العلاج كلا من : تغيير حدوة الحصان لإعادة توزيع وزن الحصان على الحافر كما يقلل قوة الارتجاج ، تصريف خراجات الحافر التي تكونت بفعل البكتيريا كما يتم سد الشقوق في جدار الحافر باستخدام الراتينج أو الأكريليك.
تلف مفصل الرسغ ( carpal joint )
أثناء السباق، تضع الخيول وزن جسمها بالكامل على أطرافها الأمامية، مما يضع قوى شديدة على مفصل الرسغ.و يؤدي هذا الضغط المتكرر إلى تلف الأنسجة بمرور الوقت.وفي الحالات المتقدمة تصاب الخيول بهشاشة العظام أثناء محاولاتها الدائمة لتقليل الألم ومحاولة الجسم لاصلاح هذه الأنسجة التالفة.
إصابات عظم السمسماني ( sesamoid bone )
تتعرض العظام الصغيرة الموجودة في الجزء الخلفي من مفصل الرسغ، لضغط هائل أثناء تحمل الوزن.ويمكن أن يؤدي الضغط الكبير على هذه المنطقة إلى الالتهاب أو الكسر.
ويعتمد العلاج على شدة الحالة ففي الحالات البسيطة تستخدم مضادات الالتهاب مع الراحة ، وفي بعض الحالات تتطلب علاج الكسور ومن ثم تستطيع الخيول المصابة مسبقا بكسر عظام السمسماني من العودة إلى دخول السابقات مرة اخرى بعد تلقي العلاج المناسب.
إصابات عظم القنوبي (cannon bone )
وهي عظمة طويلة ورفيعة في الساق توفر الدعم الرئيسي للساق واصابة هذه المنطقة تؤدي إلى تطور العرج لدى الحيوان المصاب. في حالة الإجهاد لهذه المنطقة تصاب عظام مشط اليد/مشط القدم الثالث وتسبب العرج ولكن لا تظهر تغيرات في العظام عند عمل الأشعة السينية برغم التهاب عظمة التيبيا ويختفى العرج سريعا مع تخفيف التمارين والراحة في الحالات البسيطة ، أما في الحالات المتقدمة تتطور الحالة إلى كسور وبالتالي تحتاج لفترات طويلة من الراحة كما تؤثر في المستقبل على أداء الخيل في السباقات و يمكن يتكرر العرج أيضا.
التهاب الرباط المعلق ( suspensory Desmitis )
سبب شائع للعرج في خيول السباق بسبب القوة الكبيرة التي يتعرض لها الرباط المعلق أثناء تحمل الوزن، مما يؤدي إلى إجهاد وتهيج الأنسجة.
حالة شائعة في خيول السباقات .ويلاحظ أن الأسطح الاصطناعية تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الرباط المعلق. ويتم العلاج أيضا باستخدام مضادات الالتهاب و استخدام الثلج لتبريد المنطقة المصابة وطبعا الراحة التامة.
إصابات الجبائر (splint bone)
النتوءات العظمية لعظمة الجبيرة ، هي سبب شائع للعرج لدى خيول السباق الصغيرة وتزيد الإصابات نتيجة المسارات الصلبة للسباقات.وتتطلب ايضا هذه الحالات الراحة والعلاج الموضعي وكذلك مضادات الالتهاب.
إصابات الأوتار مثل إصابة( Superficial Digital Flexor Tendon )
هذه الإصابة شائعة في الخيول التي تقفز على الحواجز أثناء السباقات وفي بعض الحالات تحتاج الخيول فترات من الراحة تمتد إلى العام قبل الرجوع للتمرين مرة أخرى.
إصابات منطقة الركبة
يحمل الحصان وزن الجسم على الركبة لذلك تكثر الإصابة في هذه المنطقة.
التهاب الغشاء الزلالي ( synovitis )
التهاب الغشاء الزلالي يعني بالفعل التهاب كبسولة المفصل، مما يؤدي إلى تورم وألم المفصل المصاب.
اما عن الاجهاد بشكل مستمر فيؤدي إلى تطور هذا الالتهاب. وعادة يصيب التهاب الغشاء الزلالي الخيول صغيرة السن ويتعافى تلقائيا بعد منحها وقتا للراحة و استرداد عافيتها بعيدا عن الساباقات والتدريبات الشاقة.
يتضمن علاج هذه الحالة الراحة التامة واستخدام الكمادات الباردة والتضميد واستخدام الأدوية المضادة للالتهابات كما يوصي بعض الأطباء البيطريين بحقن المفصل بالأدوية المضادة للالتهابات لتعزيز الشفاء.
كسور الشظايا ( chip fractures )
مع كثرة التدريبات الشاقة و السباقات يحدث تغيرات في شكل العظام مما يؤدي إلى وجود شظايا من العظام داخل تجويف المفصل نتيجة كسور صغيرة.
يتم العلاج عن طريق التدخل الجراحي باستخدام كاميرا داخل تجويف المفصل لازالة هذه الشظايا ولكن مع استمرار السباقات يمكن أن تحدث مرة أخرى بعد الازالة. وبالطبع إن محاولة ترك هذه الشظايا بدون إزالة تسبب التهاب المفاصل.
ألم المفصل القصي البعيد ( Distal hock joint )
هو أحد مفاصل الكعب ويقع في الجزء السفلي من الكعب حيث يتكون من عدة عظام صغيرة ويعمل على امتصاص الصدمات التي يتعرض لها الكعب ثناء الحركة وحينما يتعرض هذا المفصل للالتهاب يمكن ان يحدث كسر في عظام المفصل ويؤثر على أداء الحصان على المدى البعيد مع تطور الحالة.
كسور عظمة التيبيا نتيجة الإجهاد ( Tibial Stress Fractures)
وتؤدي إلى اعاقة مفاجئة للأطراف الخلفية في خيول السباقات نتيجة الضغط الشديد و تحتاج الخيول إلى فترة راحة كبيرة تتراوح بين 90 إلى 120 يوما للتعافي والعودة إلى حالتها الطبيعية.
كسور الحوض ( Pelvic fractures )
أكثرها شيوعا هي كسور عظمة الحرقفة نتيجة ضعف العظام وكثرة التمارين الشاقة و يمكن أن تسبب انهيار كارثي اثناء السباق . وتتطلب كسور الحوض فترات طويلة من الراحة التامة حتى تمام الشفاء.
ما هو دور الطبيب البيطري في الوقاية من إصابات الخيول ؟
يجب على الطبيب البيطري دعم صحة الحصان عن طريق التغذية المتوازنة التي تحافظ على قوة وحيوية الحيوان وتقلل من فرص الاصابة مع المجهود الشاق.
مع استخدام المكملات الغذائية التي تناسب حالة الحصان وتدعم صحة المفاصل فيجب مراعاة ما يلي عند اختيار مكملات غذائية للخيول من المهم اختيار المكملات التي تعمل على:
1-إبطاء الإنزيمات التي تؤدي إلى تدهور الغضاريف
2-زيادة قدرة الغضاريف على تصنيع الكولاجين
3-تحسين تصنيع حمض الهيالورونيك بواسطة الخلايا الزلالية
4-تحسين تكوين السائل الزليلي
5-تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي
6-التغلب على الألم نتيجة التمارين الشاقة
العوامل التي يجب مراعاتها عند اختيار المكملات الغذائية
أمثلة للمكملات الغذائية التي تدعم صحة الخيول
1-ميثيل سلفونيل ميثان (MSM)
لا يزال استخدامه في الخيول يحتاج إلى البحث ولكن نتائج الدراسات الاولية أثبتت فعاليته
يوجد( MSM ) في البرسيم والحبوب، وهو شكل طبيعي من عنصر الكبريت ويعد أحد المكملات الغذائية الأكثر أمانًا التي يمكن إضافتها إلى برنامج تغذية الخيول.
حيث يعمل على:
1-تقليل مستويات الإنترلوكين-6 (IL-6) وعامل (TNF-a) مما يساعد في تقليل تورم المفصل.
وأثبتت دراسة أجريت عام 2008 على الخيول التي تمارس قفز الحواجز وتعاني من الاجهاد التاكسدي
بالمقارنة بمجموعة التحكم، فإن الاستخدام اليوميل ميثيل سلفونيل ميثان بجرعة( 8 مجم/كجم )لمدة (خمسة أسابيع) تحمي هذه الخيول من الإجهاد التأكسدي والالتهاب الناتج عن التمارين الرياضية والذي حدث نتيجة للمنافسة الأسبوعية خلال فترة الدراسة. هذه النتائج أكدت أن MSM يدعم صحة المفاصل من خلال عمله كمضاد للأكسدة ومضاد للالتهابات.
2- مكملات لتقليل إنتاج حمض اللاكتيك في العضلات
أثناء الركض والتمارين الشاقة تحتاج عضلات الحصان إلى كميات كبيرة من الطاقة (ATP )
ففي البداية يتم انتاج الطاقة عن طريق ( oxidative metabolism ) هوائيا في وجود الاكسجين
ولكن مع زيادة المجهود المبذول أثناء الركض تقل كمية الاكسجين التي تصل غلى العضلات فتلجأ العضلات إلى إنتاج الـ ATP لاهوائيا لتلبية احتياجات العضلات ، حيث يتحول الجلوكوز إلى بيروفات ثم يتحول إلى حمض اللاكتيك ، ومع تزايد إنتاج حمض اللاكتيك لا يستطيع الجسم التخلص منه فيتم التراكم في العضلات مما يسبب تعب العضلات وبالتالي يعيق الحصان عن السباق ويضعف الأداء.
ومن المكملات التي تقلل انتاج حمض اللاكتيك هو Lactan aiz ويتم اعطاءه للحيوان عن طريق مزجه مع العلف.
3- مكملات ال كارنتين لإنتاج الطاقة
كما نعلم تحتاج خيول السباقات إلى طاقة بشكل أكبر عن غيرها فمن الضروري دعم الحيوان بالمكملات التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة ، خاصة أثناء الأعمال الشاقة ومن هذه المكملات Energomax فهو مصدر هام ل ال – كارنتين ويستخدم من مرتين لثلاثة مرات بالاسبوع بجرعة 3 مل / لكل 100 كجم.
الخاتمة
يظل العرج تحديًا يواجه خيول السباقات، لكن التعامل السريع معه يساعد الخيل على استعادة عافيته في أقصر وقت. وهنا يأتي دور الطبيب البيطري، ليس فقط في التشخيص والعلاج، ولكن في الوقاية وتعزيز الأداء من خلال برامج متكاملة تشمل توجيهات الطبيب بضرورة الالتزام بعناصر التغذية المتكاملة و استخدام المكملات الغذائية لدعم المفاصل وتحسين إنتاج الطاقة. الحفاظ على صحة خيول السباقات يتطلب مزيجًا من الرعاية البيطرية والتشخيص المبكر للأمراض، العناية المستمرة، وتحديد احتياجات كل حالة على حدىً.
المصادر:
العلاج
أولاً:
يجب إفراغ محتويات الكرش ومنع التخمر.
ثانياً:
علاج الحموضة.
ثالثاً:
دواء مضاد للهيستامين.
رابعاً:
استخدام أدوية لتنشيط الكرش مثل: Gestone، و Digest-tonic.
خامساً:
تقديم مضاد حيوي بالإضافة للمحاليل.
المصادر :
www.ncbi.nlm.nih.gov
JOURNAL OF VETERINARY MEDICAL RESEARCH
www.msdvetmanual.com
جميع الحقوق النشر محفوظة لشركة اوميجا الخير -تم تصميم و تطوير الموقع بواسطة بيطره ديجيتال
WhatsApp us